على الرغم من كافة أساليب العنف التي واجهت بها القوى الأمنية المحتجين في إيران، ورغم الترهيب القضائي بإنزال أقسى العقوبات “دون رحمة أو تعاطف” مع المتظاهرين الذين ما فتئوا يهتفون ضد النظام في البلاد منذ منتصف الشهر الماضي، وجه ناشطون في مدينة الأهواز، اليوم الخميس، دعوات للسير في احتجاجات واسعة غدا.
فقد دعا عشرات الناشطين إلى تجمعات احتجاجية بجميع مدن محافظة خوزستان، والانضمام إلى حركة الاحتجاج العامة في البلاد،
أول مرة
وكانت الأهواز سجلت مطلع شهر أكتوبر الجاري لأول مرة التحاقها بركب الاحتجاج.
حيث خرج العشرات في المدينة الواقعة جنوب غربي البلاد، لاسيما حي زيتون، فيما أطلق الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما رفع المتظاهرون حينها هتافات مناهضة للسلطة، وصدحت صرخات “الموت للديكتاتور” في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.شعلة مهسا أميني
يذكر أنه منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران، لم تهدأ التظاهرات في البلاد.
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.
في حين دأب المسؤولون على اتهام المتظاهرين بالتبعية للخارج، وتخوينهم، بينما ألقت القوى الأمنية القبض على المئات بينهم طلاب جامعات وتلاميذ مدارس.
وأدى العنف الذي اعتمدته القوى الأمنية إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً، بحسب ما أكدت عدة منظمات حقوقية، بينهم نساء وأطفال.