قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، إن برنامج إيران النووي هو أحد المهددات الرئيسية الثلاث التي تهدد وجود إسرائيل، ولكن حتى إذا صنعت إيران قنبلة نووية فلن تستخدمها ضد بلاده “لأنها ليست مجنونة”.
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، قال باراك في كلمة ألقاها في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي، مساء الأربعاء ٢ فبراير (شباط)، إن الخطر الحقيقي لامتلاك إيران قنبلة ذرية ليس ما يعتقده الناس عادة، فكما أن كوريا الشمالية لم تنتج القنبلة الذرية لاستخدامها ضد كوريا الجنوبية، فإن الإيرانيين لن يلقوا القنبلة الذرية على إسرائيل.
وأضاف أنهم (قادة الجمهورية الإسلامية) ليسوا مجانين ولا يريدون العودة إلى العصر الحجري.
وبحسب ما ذكره إيهود باراك، فإن هدف إيران من الطاقة النووية هو “بقاء النظام، إنهم يريدون حصانة من التدخل العسكري المحتمل بهدف الإطاحة بالنظام”.
وأشار إلى أن إيران تسعى إلى تحقيق توازن استراتيجي مع إسرائيل، ومن خلال القوة النووية تحاول تعميق ما تفعله من خلال المجموعات التي تعمل بالوكالة.
وقال إيهود باراك إن مسؤولي النظام الإيراني متطرفون ومتعصبون، لكنهم بعيدون كل البعد عن الغباء والجنون ويعرفون أن استخدام القنبلة الذرية سيعيد بلادهم إلى العصر الحجري.
ووصف العديد من المسؤولين الإسرائيليين في حكومات مختلفة على مر السنين وفي الإدارة الحالية إمكانية حصول إيران على قنبلة ذرية كتهديد محتمل يهدد إسرائيل بالدمار، وذلك بالنظر إلى السياسة المعادية لإسرائيل والنهج الإقليمي لنظام طهران.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق في خطابه مساء الأربعاء أن العالم أجمع يدرك أن إسرائيل تعمل منذ 50 عامًا على تحقيق قدرات يمكنها مواجهة احتمال وصول إحدى الدول المجاورة إلى قوة نووية (عسكرية).
وكشف إيهود باراك أنه قبل حوالي 10 سنوات، عندما كان وزيرا للدفاع في عهد بنيامين نتنياهو، وبدعم من رئيس الوزراء ووزير المالية الحالي، أفيغدور ليبرمان، “تم وضع خطة كاملة لشن هجوم مكثف على جميع المنشآت النووية الإيرانية، وتم ابلاغ الولايات المتحدة بذلك”.
وقال باراك: كان لدينا الإمكانات الكاملة لتنفيذ الهجوم، وكنا مستعدين لتنفيذه دون دعم الولايات المتحدة، وكان تقييمنا أن إيران لن تكون قادرة على اتخاذ أي إجراء جاد لمنعنا من ذلك.
وأضاف رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إننا كنا ندرك أن هجومًا مكثفًا على المنشآت النووية الإيرانية سيؤخر أنشطة النظام في هذه المنطقة لمدة عامين أو ثلاث سنوات كحد أقصى. ولم يذكر باراك سبب عدم تنفيذ الخطة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت في وقت سابق أن بنيامين نتنياهو رفض إعطاء أمر نهائي للجيش في المراحل الأخيرة من القرار.
وفي خطاب ألقاه مساء الأربعاء، قال إيهود باراك إنه إذا اتخذت الحكومة الحالية أي عمل عسكري ضد برنامج إيران النووي، فعليها ضمان أن مثل هذه الهجمات ستعيق التقدم النووي الإيراني لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات على الأقل.
وأضاف: “بخلاف ذلك، من الأفضل عدم القيام بأي شيء، لكن وجود خطة عسكرية واضحة ضد إيران أمر لا بد منه، لأنه في السنوات الأخيرة (في عهد بنيامين نتنياهو) لم تكن هناك مثل هذه الخطة الحقيقية في الجيش الإسرائيلي”.